بسم الله الرحمن الرحيم : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ( صدق الله العظيم
قصةامرأةكانت تعيش في عمارةوكان أسفل العمارةمستودعات وفي أعلاها شقق سكنية،
وفي إحدى الشقق ترقد في جوف الليل إمرأةغاب عنها زوجها في تلك الليلة ، وهي تحتضن بين يديهاطفلهاالرضيع
والوحيد وفرحة عمرهاوقدنام بجوارهاطفلتيهاالصغيرتين وأمهاالطاعنةفي السن .
وفي جوف الليل استيقظت تلك المرأةعلى صياح وضوضاء قدعمت أرجاءالعمارة ، ونظرت من النافذة وإذابحريق شب في أسفل تلك العمارة ،
و رجال الإطفاء يطلبون من الجميع إخلاءالعمارةإلى السطح ، فقامت تلك المرأةوأيقظت صغيرتيها ،
وأمرتهمابالصعود إلى سطح العمارة ،ثم بقيت تلك الأم في موقف لا تحسدعليه،لقدبقيت تنظرإلى صغيرهاالرضيع الذي لا يستطيع حِراكا
،والى أمها الطاعنة في السن العاجزةعن الحركةوالنيران تضطرب في العمارة.وقفت متحيرة ،
وبسرعة قررت بأن تبدأ بأمها قبل كل شيء وتترك صغيرها ،حملت امها وصعدت بها الى سطح العمارة
وما أن سارت في درج تلك العمارة وإذ بالنيران تداهم شقتها وتدخل على صغيرهاوتلتهم تلك الشقةوما فيها ..
تفطر قلبها وسالت مدامعها وانكسر قلبها على ولدها و فلذة كبدها وصعدت إلى سطح العمارة لتضع أمها ،
و لكنهاكانت تتجرع غصص ذلك الإبن الذي داهــمته النيران على صغره ، وقلة حيلتها على انقاذها له .
و انجلى الليل بظلمه وظلمته وأطل الصباح بنور ربه الكريم وكان رجال الاطفاءقد تمكنوا من اخماد الحريق
مع فرح الجميع بالنجاةإلا تلك الأم المنكوبةالتي فقدت فرحة عمرها،طفلها الذي حلمت به وانتظرت مجيئة على مضض وصبر طويل ،
و إذ برجال الانقاذ يعلنون عن طفل حي تحت الانقاض بفضل الله فانطلقت المرأة المسكينة مهررولة عسى الله أن يكون هذا ما تنتظره
طفلها وريحانة قلبها نعم هو ذا الطفل هذا هو بعينيه الجميلتين وشعره الأصفر وخدوده الحمراء المتوهجةمن أثرحرارة النيران
متبسمآ لرؤية أمه المشتاقة والمتلهفة لضمه الى صدرها الدافئ الذي يتوقد من شدة اللوعة عليه .
هذا هو البر وهذه عاقبة البـر ببالوالدين ، فيا عباد الله أين نحن من بر الآباء والامهات؟
أين نحن من ذلك الباب من ابواب الجنة فكل شيء يعوض في هذه الدنيا أبناؤك ستنجبين غيرهم ،
أموالك ستجمعين غيرها ولكن أمك هي الشيء الوحيد الذي إذا ذهب لا يعود أبدا !!
ربما لا تعرفين حجم الحب الذي يكنه قلب أمك لك ولكن عندما تتزوجين وتنجبين الأبناء ستعرفين مقدار الحب الذي تكنه الأمهات لأبنائهم
وإذا لم تحسي بعد ذلك بمقدار هذا الحب الذي أحدثك عنه الآن فتأكدي يا عزيزتي بأن قلبك هو مجرد صخرة صماء !
قبل أن تتزوجي أو تزوجي ابنتك لأحد الشباب المتقدمين لطلب يدها لا تسألي في هذه الأيام عن أخلاقه ودينه وأصله وماله ووظيفته فقط ،
لا تنسى سؤالا مهما هو : كيف يعامل الولد أمه وأبوه ؟!وبعد وفاة الأم وهداية الأبناء يتمنى كل عاق أن تُخرج أمه رأسها من قبرها ليقبلها
ويقول لها :أمـــاه ..سامحيني !! لأجلكِ أمي وحقك أكبر ..ومن منا يُقبل يدأمه وكم واحد منا يُقبل رأسها وكم واحد منا يُكلمها باحترام وأدب
.. لو نظر كل واحد منا إلى أسلوب تعامله مع أمه لوجد نفسه عاقا وجاحدا ومجرما ..
كم أنت جاحد أيها الإنسان ! ذكر بالقرآن و يشهد التاريخ أن كل من عاق أمه لم يرَ الخير والسعادة في حياته ،
وكما يشهد التاريخ أن كل من أساء إلى أمه أساء إليه أبناؤه ، ويشهد التاريخ أن الأم هي صاحبة أعظم جميل يتلقاه الإنسان كما يشهد بأنها
تتلقى أعظم جحود يتوقعه البشر على مر التاريخ !! ومما راق لي .. فأحببت ان تشاركوني قراءتـــه كي نعرف ما هو معنى الأم الحقيقي
هي (ذلك الانسان الوحيد الذي يعطي كل شيء للأبناء دون أن يلتفت للمقابل كالشمعة تحرق نفسها كي تـنير لك دربك وتسهر عليك في
مرضك وسقمك متمنيةً لك الحياة ولو على حساب روحها لو طلبتي منها ذلك ، بينما هي لو مرضت في كبرها فهل تتمنين لها كما كانت
تتمنى لك ولو بالقدر اليسير مما كانت تفكر فيه تجاهك طبعآ لا ، ولا حتى بربع ما كانت تفكر به يااااااااااااااااااااه ياااااااااااه ما أجحدك ايها
الانسان . اليك أمي العزيزة الغالية : تحية تقديرو اجلال واكرام واحترام وأطال الله لنا في عمرها وأتم عليها مزيدآ من الصحة والعافية
اللهم وأعنا على برها حتى ترضى عنا فترضى ، اللهم اعنا على الإحسان إليها في كبرها اللهم ورضها علينا ،
اللهم ولا تتوفانا أو تتوفاها إلا وهي راضية عنا تمام الرضى ، اللهم و اعنا على خدمتها كما ينبغي لها علينا،
واللهم اجعلنا بارين طائعين لها و ارزقنا رضاهاونعوذ بك من عقوقها اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين